...............................................................................................................

الثلاثاء، 8 مايو 2018

الأغصان البهية من 573 الي آخر الكتاب ص666 . .

الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573
فتحدث عندهم طويلاً، وأهدوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدايا منها فرس يقال له: المرواح وأمر به فشوّر بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلَّموا القرآن والفرائض، وأجازهم كما يُجيز الوفد (1).
32 - وفي هذه السنة: قدم وفد عَنْس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
ذكره ابن سعد في "الطبقات"، أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني عَنْس يقال له: ربيعة، وذكر له قصة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه مات بعد انصرافه من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريقه إلى أهله (2).
33 - وفي هذه السنة: قدم وفد الصَّدِف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
قدموا في بضعة عشر راكبًا فصادفوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر، فجلسوا ولم يسلموا، فقال: "أمسلمون أنتم؟ "، قالوا: نعم، قال: "فهلَّا سلمتم"، فقاموا، فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال: "وعليكم السلام، اجلسوا"، فجلسوا، وسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أوقات الصلوات (3).
34 - وفي هذه السنة: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - إلى اليمن.
الشرح:
عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ
(1) "الطبقات" 1/ 344، مختصرًا.
(2) "الطبقات" 1/ 343.
(3) "الطبقات" 1/ 329، مختصرًا.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574
* * *
يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: "يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وْلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا وْقَبْرِي"، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ الْتَفَتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إلى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا" (1).
وعَنْ أبي بُرْدَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بن جَبَل إلى الْيَمَنِ قَالَ وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ (2)، قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ ثمَّ قَالَ يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إلى عَمَلِهِ وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ في أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَسَارَ مُعَاذٌ في أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أبي مُوسَى فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَقَدْ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ يَا عبد الله بن قَيْسٍ أَيُّمَ هَذَا قَالَ هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ قَالَ لَا أَنْزِلُ حَتَّىِ يُقْتَلَ قَالَ إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ قَالَ مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ فَأَمَرَ بهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نزَلَ فَقَالَ يَا عبد الله كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا (3)، قَالَ فَكَيْفُ تَقْرَأُ أنْتَ يَا مُعَاذُ قَالَ أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنْ النَّوْمِ فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ الله لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي (4).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بن جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى
(1) إسناده حسن: أخرجه أحمد 5/ 235، بإسناد حسن.
(2) المخلاف: هو الإقليم، بلغة أهل اليمن، وكانت جهة معاذ العليا إلى صوب عدن، وله بها مسجد مشهور إلى اليوم، وكانت جهة أبي موسى السفلى (فتح).
(3) يعني: ألازم قراءته ليلاً ونهارًا، شيئًا بعد شيء، وحينًا بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تُحلب ثم تُترك ساعة حتى تدر، ثم تُحلب هكذا دائمًا. (فتح).
(4) صحيح: أخرجه البخاري (4341، 4342)، كتاب: المغازي، باب: بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575
* * *
الْيَمَنِ إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إلى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرهُم أَنَّ الله قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِم فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله حِجَابٌ (1).
وعَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إلى الْيَمَنِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ، فَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ.
الْبِتْعُ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ: نَبِيذُ الشَّعِيرِ (2).
35 - وفي هذه السنة: ظهر الأسود العَنْسي باليمن، وادَّعى النبوة، وعظمت فتنته, فقتله فيروذ الديلمي.
الشرح:
ذكره ابن عبد البر (3)، وقال: وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة (4).
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (4347)، كتاب: المغازي، باب: بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن ... ، ومسلم (19)، كتاب: الإيمان, باب: الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.
(2) صحيح: أخرجه البخاري (4343) كتاب: المغازي، باب: بعث أبي موسى ومعاذ ....
(3) "الاستيعاب" (602).
(4) انظر: "الكامل في التاريخ" 2/ 227، 231، "أسد الغابة" 3/ 463، 464، "الإصابة" 32/ 1511. انظر: فقرة (1) من السنة الحادية عشر، وكذلك فقرة (10).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576
* * *
36 - وفي هذه السنة: كانت سرية إلى رعْيه السُّحيمي الذب وقَّع بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دَلْوَهُ.
الشرح:
عَنْ رِعْيَةَ السُّحَيْمِيّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً، فَلَمْ يَدَعُوا لَهُ رَائِحَةً وَلَا سَارِحَةً وَلَا أَهْلًا وَلَا مَالًا إِلَّا أَخَذُوهُ، وَانْفَلَتَ عُرْيَانًا عَلَى فَرَسٍ لَهُ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ حَتَّى يَنْتَهِيَ إلى ابْنَتِهِ، وَهِيَ مُتَزَوِّجَةٌ في بني هِلَالٍ، وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَأَسْلَمَ أَهْلُهَا، وَكَانَ مَجْلِسُ الْقَوْمِ بِفِنَاءِ بَيْتِهَا فَدَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا مِنْ وَرَاءِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْهُ أَلْقَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا، قَالَتْ: مَا لَكَ، قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ نَزَلَ بِأَبِيكِ مَا تُرِكَ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ، قَالَتْ: دُعِيتَ إلى الْإِسْلَامِ، قَالَ: أَيْنَ بَعْلُكِ؟ قَالَتْ: في الْإِبِلِ، قَالَ: فَأَتَاهُ، فَقَالَ: مَا لَكَ، قَالَ: كُلُّ الشَّرِّ قَدْ نَزَلَ بِهِ مَا تُرِكَتْ لَهُ رَائِحَةٌ وَلَا سَارِحَةٌ وَلَا أَهْلٌ وَلَا مَالٌ إِلَّا وَقَدْ أُخِذَ وَأَنَا أُرِيدُ مُحَمَّدًا أُبَادِرُهُ قَبْلَ أَنْ يُقَسِّمَ أَهْلِي وَمَالِي، قَالَ: فَخُذْ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، قَالَ: فَأَخَذَ قَعُودَ الرَّاعِي وَزَوَّدَهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إِذَا غَطَّى بِهِ وَجْهَهُ خَرَجَتْ اسْتُهُ وَإِذَا غَطَّى اسْتَهُ خَرَجَ وَجْهُهُ وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يُعْرَفَ حَتَّى انْتَهَى إلى الْمَدِينَةِ، فَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ بِحِذَائِهِ حَيْثُ يُصَلِّي، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله ابْسُطْ يَدَيْكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَهَا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا قَبَضَهَا إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَفَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ ثَلَاثًا قَبَضَهَا إِلَيهِ وَيَفْعَلُهُ، فَلَمَّا كَانَتْ الثَّالِثَةُ، قَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ "، قَالَ: رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَضُدَهُ، ثُمَّ رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ الَّذِي كَتَبْتُ إِلَيهِ فَأَخَذَ كتَابي فَرَقَعَ بِهِ دَلْوَهُ فَأَخَذَ يَتَضَرَّعُ إِلَيهِ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَهْلِي وَمَالِي، قَالَ: "أَمَّا مَالُكَ، فَقَدْ قُسِّمَ، وَأَمَّا أَهْلُكَ، فَمَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ"،
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577
* * *
فَخَرَجَ، فَإِذَا ابْنُهُ قَدْ عَرَفَ الرَّاحِلَةَ وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَهَا، فَرَجَعَ إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: هَذَا ابْنِي، فَقَالَ: يَا بِلَالُ اخْرُجْ مَعَهُ فَسَلْهُ أَبُوكَ هَذَا، فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ بِلَالٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَبُوكَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَرَجَعَ إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله مَا رَأَيْتُ أَحَدًا اسْتَعْبَرَ إلى صَاحِبِهِ (1)، فَقَالَ: "ذَاكَ جَفَاءُ الْأَعْرَابِ" (2).
37 - وفي هذه السنة: قدم وفد قُشَير بن كعب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، نفر من قُشير، فيهم ثور بن عروة بن عبد الله بن قُشير، فأسلم، فأقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطيعة وكتب له بها كتابًا، ومنهم: حيدة بن معاوية بن قُشير، وذلك قبل حجة الوداع وبعد حُنين، ومنهم: قُرَّة بن هبيرة بن سلمة الخير بن قُشير، فأسلم، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكساه بُردًا، وأمره أن يتصدّق على قومه - أي: يلي الصدقة - (3).
38 - وفي هذه السنة: قدم وفد بجيلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
سبق ذكر وفد بجيلة في الفقرة (9) من هذه السنة، قدوم جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، فليُنظر، وقد ذكر هذا الوفد ابن سعد (4)
(1) أي: ما رأيت منهم ما يحدث بين أب وابن إذا التقيا في مثل هذه الظروف، من حرارة اللقاء.
(2) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (22365)، وقال الحافظ في "الإصابة" 3/ 487: إسناده صحيح.
(3) "الطبقات" 1/ 303.
(4) "الطبقات" 1/ 347.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578
* * *
السنة الحادية عشر من الهجرة
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579
* * *
السنه الحاديه عشر من الهجرة
وفيها خمسة عشر حدثا:
1 - فى المحرم من هذه السنة: ظهر الأسود العنْسى الكذاب باليمن، فادَّعى النبوة، ودانت له نجران وصنعاء وعظمت فتنته.
الشرح:
ذكر ابنُ كثير -عليه رحمة الله تبارك وتعالى- قصة ظهور الأسود العنسي وفتنته التي استفحلت، إلى حين قتله فيروز الديلمي.
وهذا أمره الذي ذكره ابن كثير باختصار:
خرج الأسود العنسي واسمه عَبْهَلَة بن كعب بن غوث، من بلد يقال لها: كهف خُبَّان، في سبعمائة مقاتل، وكتب إلى عمال النبي - صلى الله عليه وسلم - باليمن: أيها المورودون علينا أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، ووفِّروا ما جمعتم، فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم ركب فتوجَّه إلى نجران فأخذها بعد عشر ليال من مخرجه، ثم قصد إلى صنعاء، فخرج إليه شهر بن باذان، فتقاتلا فغلبه الأسود فقتله، واحتلَّ صنعاء لخمس وعشرين ليلة من مخرجه، ففرَّ معاذ بن جبل - رضي الله عنه - من هنالك، واجتاز بأبي موسى الأشعري، فذهبا إلى حضرموت، وانحاز عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطاهر، ورجع عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوسقت اليمن بكاملها للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير استطارة الشرارة، واشتدَّ ملكه، واسغلظ أمره، وارتدَّ خلق من أهل اليمن، وتزوج امرأة شهر بن باذان، وهي ابنة عم فيروز الديلمي، واسمها آزاذ، وكانت امرأة مؤمنة بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الأسود العنسي، أرسل كتابًا مع وَبْر بن يُحنَّس
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581
* * *
الديلمي، يأمر فيه المسلمين بمقاتلة الأسود العنسي، وقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتمَّ القيام، وبلَّغوا هذا الكتاب إلى عمال النبي - صلى الله عليه وسلم - باليمن، فاتفقوا مع أمراء جنده ومنهم قيس بن عبد يغوث، وداذويه- وكانوا قد كرهوه وكرهوا أمره لاستهانته بهم- على قتله ودبَّروا لذلك مع امرأته آزاذ، فأدخلت فيروز الديلمي، فقتله وهو نائم (1).
2 - وفي هذه السنه: قدم وفد النخع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
قال ابن سعد -رحمه الله -:
كان آخر من قدم من الوفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وفد النخع، وقدموا من اليمن للنصف من المحرم سنة إحدى عشرة، وهم مائتا رجل، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، ثم جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقرِّين بالإِسلام، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن (2).
3 - وفي صفر من هذه السنة: أمّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أسامه بن زيد -رضي الله عنهما - على سريه لغزو الشام، فتوقَّف بالجُرف لمرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
قال ابن إسحاق رحمه الله:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استبطأ الناس في بعث أسامة بن زيد، وهو في وجعه، فخرج عاصبًا رأسه حتى جلس على المنبر، وقد كان الناس قالوا في إمرة
(1) "البداية والنهاية" 7/ 94 - 95.
(2) "الطبقات" 1/ 346.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582
* * *
أسامة: أمَّر غلامًا حدثًا على جلة المهاجرين والأنصار، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: "أيها الناس أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لخليقًا لها"، قال: ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وانكمش الناس في جهازهم واستعز برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعه (1)، فخرج أسامة، وخرج جيشه معه حتى نزلوا الجرف، من المدينة على فرسخ، فضرب به عسكره، وتتام إِليه الناس، وثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقام أسامة والناس، لينظروا ما الله قاض في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2).
4 - وفي صفر من هذه السنة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل، فاسغفر لأهل البقيع كالمودِّع لهم.
الشرح:
عَنْ أبي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ. بَعَثَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ قَالَ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمْ الله مِنْهُ أَقْبَلَتْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ أَوَّلُهَا آخِرَهَا الْأخِرَةُ شَرٌّ مِنْ الْأُولَى))، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: ((يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ وَخُيِّرتُ بَينَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي- عز وجل- وَالْجَنَّةِ))، قَالَ: قُلْتُ بِأبي وَأُمِّي فَخُذْ مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: ((لَا وَاللهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ لَقَدْ اخْتَزتُ لِقَاءَ رَبِّي-عز وجل-وَالْجَنَّةَ))، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَبُدِئَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
(1) أي: اشتدَّ وجعه.
(2) "سيرة ابن هشام" عن عروة مرسلاً، وله شواهد في ((الصحيحين)) البخاري (4250)، ومسلم (2426).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583
* * *
في وَجَعِهِ الَّذِي قَضَاهُ الله -عز وجل- فِيهِ حِينَ أَصْبَحَ.
وفي رواية: فما لبث بعد ذلك إلا سبعًا أو ثمانيًا حتى قُبض - صلى الله عليه وسلم- (1).
5 - وفى أواخر صفر من هذه السنة: بدأ المرض برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الشرح:
بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - يشعر بالسُّم الذي وضعته له اليهودية بخيبر، فقال: "يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أكلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذلِكَ السُّمّ" (2).
ثم شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصداع في رأسه (3).
فكان هذا بداية مرضه - صلى الله عليه وسلم -، في أواخر شهر صفر (4).
6 - وفى ربيع الأول من هذه السنة: أشتد وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو في بيت ميمونه -رضي الله عنها-، فدعا نساءه - دضي الله عنهن- فأستأذنهنَّ أن يُمرَّض فى بيت عائشه - رضي الله عنها - فأذنَّ له.
الشرح:
أَوَّلُ مَا اشْتَكَي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بَيتِ مَيمُونَةَ -رضي الله عنها-، فَاسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِ عائشة - رضي الله عنها -، فأَذِنَّ لَهُ، قَالَتْ فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بن عَبَّاسٍ،
(1) إسناده حسن: أخرجه أحمد (15938، 15939) بإسناد حسن.
(2) أخرجه البخاري (4428) معلقًا، وقال الحافظ في "الفتح" 7/ 737: وَصَلَهُ الْبَزَّار، وَالْحَاكِم، وَالْإِسْمَاعِيلِيّ، مِنْ طَرِيق عَنْبَسَةَ بن خَالِد، عَنْ يُونُس بِهَذَا الْإِسْنَاد.
(3) سيأتي تخريجه.
(4) انظر: "تاريخ الطبري" 2/ 224، 226.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584
* * *
وَالأخرى عَلَى علي - رضي الله عنهما - (1).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه، فقال: "بل أنا والله يا عائشة وا رأساه"، قالت: ثم قال: "وما ضرك لو مِتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفَّنتك وصليت عليك ودفنتك؟ " قالت: قلت: والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وتتامَّ به وجعه، وهو يدور على نسائه، حتى استعزَّ به وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه، فاستأذنهنَّ أن يُمرَّض في بيتي فأذِنَّ له (2).
7 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: وقبل أن يُتوفَّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس، خطب فى الناس، فبيَّن فضل أبى بكر - رضي الله عنه -, وأوصى بالأنصار خيرًا وحذَّر من اتخاذ القبور مساجد.
الشرح:
عن جُنْدَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ: "إِنِّي أَبْرَأُ إلى الله أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُم خَلِيلٌ، فَإنَّ الله تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبلَكُم كَانُوا يتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِم وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَساجِدَ إِني أَنْهَاكُم عَنْ ذَلِكَ" (3).
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (4442)، كتاب: المغازي، باب: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته، ومسلم (418)، كتاب: الصلاة، باب: استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر ....
(2) صحيح: أخرجه ابن هشام في "السيرة" بإسناد صحيح.
(3) صحيح: أخرجه مسلم (532)، كتاب: المساجد، ومواضع الصلاة, باب: النهي عن بناء المساجد على القبور ... .
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585
* * *
8 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يصلى بالناس، فصلَّى بهم ثلاثة أيام.
الشرح:
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فَأُذِّنَ، فَقَالَ: ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ))، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِما قَامَ في مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ، فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: ((إِنكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ))، فَخَرَجَ أبو بَكْرٍ فَصَلَّى، فَوَجَدَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَاَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنْ الْوَجَعِ، فَأَرَادَ أبو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِي أَنْ مَكَانَكَ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حتَّى جَلَسَ إلى جَنْبِهِ، وَكَانَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَأبو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ، وَالنَّاسُ يُصَلونَ بِصلَاةِ أبي بَكْرٍ، فقال: برأسه نعم (1).
9 - وفى ربيع الأول من هذه السنة، وقُبيل وفاته - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بالناس جالسًا، وصلَّى الناس خلفه قيامًا.
الشرح:
عَنْ عُبَيدِ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَي عَائِشَةَ، فَقُلْتُ:- أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ النَّبِي، فَقَالَ: ((أَصَلَّى النَّاسُ؟))، قُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: ((ضَعُوا لِي مَاءً في الْمِخْضَبِ))، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَلَّي النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لَا هُم يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ((ضَعُوا لِي مَاءً في الْمِخْضَبِ))، قَالَتْ:
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (664) كتاب: الأذان، باب: حد المريض أن يشهد الجماعة، ومسلم (418)، كتاب: الصلاة، باب: استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر ....
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586
* * *
فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذهَبَ لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: ((أَصَلَّى النَّاسُ؟))، قُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: ((ضَعُوا لِي مَاءً في الْمِخْضَبِ))، فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: ((أَصَلَّى النَّاسُ؟))، فَقُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ الله، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ في الْمَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْاَخِرَةِ، فَأَرْسَلَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ - وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا-: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَصَلَّى أبو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، أَحَدُهُمَا: الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَأبو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أبو بَكْرٍ ذهبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيهِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بِأَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، قَالَ: ((أَجْلِسَانِي إلى جَنْبِهِ))، فَأَجْلَسَاهُ إلى جَنْبِ أبي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أبو بَكْرٍ يُصلِّي، وَهُوَ يَأْتَمُّ بِصَلَاةِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، وَالنَّاسُ بِصَلَاةِ أبي بَكْرٍ، وَالنَّبِى -صلى الله عليه وسلم- قَاعِدٌ (1).
10 - وفي ربيع الأول من هذه السنة: وقبل وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم - بيوم واحد قُتل الأسود العنسى الكذاب، قتله فيروز الديلمى، فأخبرهم النبى - صلى الله عليه وسلم - بذلك قبل أن يأتيهم خبره.
الشرح:
ذكر ذلك ابن كثير (2):
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أتى الخبر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - من السماء الليلة التي قُتل فيها
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (687)، كتاب: الأذان، باب: إنما جعل الإِمام ليؤتم به, ومسلم (418)، كتاب: الصلاة، باب: استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر ....
(2) "البداية والنهاية" 7/ 98.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587
* * *
العنسي ليُبشِّرنا، فقال: "قُتل العنسي البارحه, قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين"، قيل: ومن؟ قال: فيروز، فاز فيروز. اهـ.
ثم قال - رحمه الله-:
وقد قَدَّمنا أن خبر العنسي جاء إلى الصديق في أواخر ربيع الأول بعد ما جهز جيش أسامة، وقيل: بل جاءت البشارة إلى المدينة صبيحة تُوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، والأول أشهر، والله أعلم. اهـ (1).
11 - وفى منتصف النهار من يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول من هذه السنة: تُوفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن بلغ رساله ربه، فداه أبى وأمى ونفسى وروحى.
الشرح:
عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "إِنَّ الله خَيَّرَ عَبدًا بَينَ الدُّنْيَا وَبَينَ مَا عِندَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله"، فَبَكَي أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - فَقُلْتٌ في نَفْسِي: مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ؟ إِنْ يَكُنْ الله خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله، فَكَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هو الْعَبْدَ، وَكَانَ أبو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، قَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أبو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْاِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أبي بَكْرٍ" (2).
وفي لفظ للدارمي: خَرَجَ عَلَينَا رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَنَحْنُ في الْمَسْجِدِ عَاصِبًا رَأسَهُ بِخِرقَةٍ، حَتَّى أَهْوَى نَحْوَ الْمِنْبَرِ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ
(1) السابق.
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري (466) الصلاة، ومسلم (2382) فضائل الصحابة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588
* * *
وَاتَّبَعْنَاهُ، قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إلى الْحَوْضِ مِنْ مَقَامِي هَذَا"، ثُمَّ قَالَ: "إنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا، فَاخْتَارَ الْأخِرَةَ"، قَالَ: فَلَمْ يَفْطِنْ لَهَا أَحَدٌ غَيْرُ أبي بَكْرٍ، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا يَا رَسُولَ الله، قَالَ: ثُم هَبَطَ، فَمَا قَامَ عَلَيهِ حَتَّى السَّاعَةِ.
وصايا النبى - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته
عَنْ أبي عُبَيْدَةَ قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" (1).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصبٌ رَأْسَهُ بِخِرقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ في نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أبي بكْرِ بن أبي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْاِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ في هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أبي بَكْرٍ" (2).
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ: "ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ، حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَيقُولُ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى الله وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ" (3).
وعَنْ مُحَمَّدِ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ، فَلَمْ أَجِدْكَ،
(1) أخرجه أحمد: (1/ 195).
(2) صحيح: أخرجه البخاري (467)، الصلاة وأحمد (1/ 270).
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري (5666) المرض، ومسلم (3287) فضائل الصحابة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589
* * *
قَالَ أَبِي: كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ، قَالَ: "فَإنْ لَم تَجِدِيني فَأتِي أَبَا بَكْرٍ" (1).
عَنْ ابْنِ أبي مُلَيكَةَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسُئِلَتْ مَنْ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَخْلِفًا لَوْ اسْتَخْلَفَهُ، قَالَتْ: أبو بَكْرٍ، فَقِيلَ لَهَا: ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أبي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: عُمَرُ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ قَالَتْ: أبو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، ثُمَّ انْتَهَتْ إلى هَذَا (2).
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ: "وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أصحابي"، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ، فَسَكَتَ، قُلْنَا: أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ، فَسَكَتَ، قُلْنَا: أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ، قَالَ: "نَعَم"، فَجَاءَ فَخَلَا بِهِ، فَجَعَلَ النَّبِي- صلى الله عليه وسلم - يُكَلِّمُهُ، وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، قَالَ قَيسٌ: فَحَدَّثَنِي أبوسَهْلَةَ مَوْلَى عثمان أَنَّ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ، قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إِليَّ عَهْدًا، فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ، وَقَالَ عَلِيُّ في حَدِيثِهِ: وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ، قَالَ قَيْسٌ: فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ (3).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضوْا مَا عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إلى مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ" (4).
(1) متفق عليه أخرجه البخاري (3659) فضائل الصحابة, ومسلم (2386) فضائل الصحابة.
(2) صحيح: أخرجه مسلم (2385) فضائل الصحابة.
(3) صحيح: رواه ابن ماجه (113) المقدمة وابن أبي عاصم في السنة (1175)، وابن سعد 3/ 66، وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سهلة مولى عثمان وهو ثقة كما قال ابن حبان والعجلي والعسقلاني. وانظر: "ظلال الجنة في تخريج السنة" 2/ 560.
(4) صحيح: رواه الشافعي والبيهقي في "المعرفه" عن أنس، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1587).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590
* * *
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَوْصُوا بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا" (1).
عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ، وَعَلَيْهِ عِصَابَة دَسْمَاءُ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ، حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ في الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ" (2).
وفي رواية: عَنْ ابْنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما - قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ قَدْ عَصَّبَ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ فَإنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَيَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا في النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْمِلْحِ في الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ قَوْمًا وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ"، فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَ بِهِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - (3).
وعَنْ أَنَسِ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُغَرغِرُ بنفْسِهِ: "الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" (4).
وعَنْ عَلِيّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلَامِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:"الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، اتَّقُوا الله فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم" (5).
(1) صحيح: رواه أحمد عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (959).
(2) صحيح: أخرجه البخاري (3800) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(3) صحيح: أخرجه البخاري (927) الجمعة.
(4) صحيح: رواه ابن ماجه (2697)، وأحمد (3/ 117)، وصححه الألباني "الإرواء" (2178).
(5) صحيح: رواه أبو داود (5156)، وابن ماجه (2698)، وصححه الألباني.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591
* * *
وعَنْ عبد الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صفُوفٌ خَلْفَ أبي بَكْرٍ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرآنَ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّب-عز وجل-، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ".
وفي لفظ قال: قَالَ كَشَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السِّتْرَ، وَرَأْسُهُ مَعْصُوبٌ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: "اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا يَرَاهَا الْعبد الصَّالِحُ، أَوْ تُرَى لَه"، ثُمَّ ذَكَرَ بقية الحديث (1).
وعَنْ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قال: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، فَقُلْتُ (2): يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ، قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ، فَقَالَ:"ائْتُونِي أكتُبْ لَكُم كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدِي"، فَتَنَازَعُوا، وَمَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، وَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ، قَالَ: "دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيرٌ، أُوصِيكُم بِثَلَاثٍ: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بنحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُم"، قَالَ: وَسَكَتَ عَنْ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَهَا فَأُنْسِيتُهَا (3).
وفي رواية: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَفِي الْبَيتِ رِجَالٌ فِيهِم عُمَرُ بن الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلُمَّ أَكتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ"، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَدْ غَلَبَ عَلَيهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُم الْقُرآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ الله، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ
(1) صحيح: أخرجه مسلم (479) الصلاف وأبو داود (876).
(2) القائل هو سعيد بن جبير.
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري (4431) المغازي، ومسلم (1637) الوصية.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592
* * *
الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - كِتَابًا لَنْ تَضلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ رَسُولُ الله: "قُومُوا"، قَالَ عُبَيدُ الله: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ (1).
النبى - صلى الله عليه وسلم - ينعى نفسه إلى فاطمة -عليها السلام-
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَم يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ:"مَرْحَبًا بِابْنَتِي" فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا، فَقُلْتُ: لَهَا مَا يبكِيكِ، فَقَالَت: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا: حِينَ بَكَتْ أَخَصَّكِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِحَدِيثِهِ دُونَنَا، ثُمَّ تَبْكِينَ، وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ: فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ في الْعَامِ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ:"أَلَا تَرضَيْنَ أَنْ تكونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ"، فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (2).
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَت: فَاطِمَةُ- عَلَيْهَا
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (114)، كتاب: العلم، باب: كتابة العلم، ومسلم (1637)، كتاب: الوصية، باب: ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري (3623، 3625) الأنبياء، ومسلم (2450) فضائل الصحابة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593
* * *
السَّلَام- وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: "لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كربٌ بَعْدَ الْيَوْمِ" (1).
قبل الوفاة بيوم
وقبل يوم من الوفاة- يوم الأحد- أعتق النبي - صلى الله عليه وسلم - غلمانه، وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها، وكانت درعه - صلى الله عليه وسلم - مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من الشعير (2).
وعَنْ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ بن حارثة - رضي الله عنهما - قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هَبَطْتُ، وَهَبَطَ النَّاسُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ أَصْمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيَّ وَيَرفَعُهُمَا، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي (3).
آخر يوم فى حياة النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في صبح اليوم الذي لحق فيه بالرفيق الأعلى ينظر إلى ثمرة جهاده وصبره فألقى على أصحابه الذين أحبوه وأحبهم نظرة وداع فكادوا يُفتنون من الفرح به - صلى الله عليه وسلم - ظنا منهم أنه - صلى الله عليه وسلم - قد عوفي من مرضه ولم يظنوا أنه ينظر إليهم نظرة الوداع حتى يلتقي بهم على حوضه وفي جنة الله-عز وجل- ولو علموا ذلك لتفطرت قلوبهم (4).
عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ - رضي الله عنه -, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُم في وَجَعِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ في الصَّلَاةِ، كَشَفَ
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4462) المغازي، وأحمد 3/ 204.
(2) "سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - " للشيخ محمود المصري. وقد أفدت غالبية هذا المبحث منه.
(3) حسن: رواه الترمذي (3817)، وأحمد 5/ 201، وحسنه الألباني.
(4) "سيرة الرسول" (685).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594
* * *
رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِم كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ضَاحِكًا. قَالَ: فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ في الصَّلَاةِ مِنْ فَرَحٍ بِخُرُوجِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَنَكَصَ أبو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَارِجٌ لِلصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيهِم رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُم، قَالَ: ثُمّ دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَرْخَى السِّتْرَ، قَالَ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ (1).
وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قالت: إِنَّ مِنْ نِعَمِ الله عَلَىَّ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تُوُفي في بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ الله جَمَعَ بَينَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَىَّ عبد الرَّحْمَنِ وَبِيَدِه السِّوَاك، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَم، فَلَيَّنْتُهُ، فَأَمَرَّهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في الْمَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا الله إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ"، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: "في الرَّفِيقِ الْأَعْلَى"، حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ (2).
إلى الرفيق الأعلى
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ نَبِيٌّ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ في مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.
وفي رواية قالت عائشة: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: "إِنَّهُ لَم
(1) صحيح: أخرجه البخاري (680) الأذان، ومسلم (419) الصلاة.
(2) صحيح: أخرجه البخاري (4449)، كتاب: المغازي، باب: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595
* * *
يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخَيَّرُ"، قالت عائشة: فَلَمَّا نَزَلَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي، غُشِيَ عَلَيهِ سَاعَةً، ثُمَّ أَفَاقَ (1)، فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إلى السَّقْفِ، ثُمَّ قَالَ: "اللهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى".
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: إِذًا لَا يَخْتَارُنَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَعَرَفْتُ الْحَدِيثَ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ، وَهُوَ صَحِيحٌ في قَوْلِهِ: "إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ، حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّة ثُمَّ يُخَيَّرُ".
قَالَتْ عائشة: فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قَوْلُهُ: "اللهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى" (2).
وتسرب النبأ الفادح من البيت المحزون، وله طنين في الآذان. وثقل ترزح تحته النفوس، وتدور به البصائر والأبصار.
وشعر المؤمنون أن آفاق المدينة أظلمت، فتركتهم لوعة الثكل حيارى، لا يدرون ما يفعلون.
ووقف عمر بن الخطاب- وقد أخرجه الخبر عن وعيه- يقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع بعد أن قيل قد مات.
والله ليرجعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات (3)!
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (4435) المغازي، ومسلم (2444) فضائل الصحابة.
(2) صحيح: أخرجه مسلم (2444).
(3) "فقه السيرة" للغزالي (519).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596
* * *
ولما علمت فَاطِمَةُ- عَلَيْهَا السَّلَام- قالت: وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: "لَيْسَ عَلَى أَبِيك كَرْب بَعْدَ الْيَوْمِ"، فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِردَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إلى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ- عَلَيهَا السَّلَام-: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُم أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التُّرَابَ (1).
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -:
لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اضطرب المسلمون فمنهم من دُهش فخولط، ومنهم من أُقعد فلم يطق القيام ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام ومنهم من أنكر موته بالكلية وقال: إنما بُعث إليه (2).
وأقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسنُّح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه، فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كُتبت عليك فَقَدْ مُتَّها.
ثم خَرَجَ أبو بكر وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعبد مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُم يَعبد الله فَإِنَّ الله حَىٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} [آل عمران: 144]، وَقَالَ ابن عباس: وَاللهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَم يَعْلَمُوا أَنَّ الله أَنْزَلَ هَذِهِ الْاَيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أبو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشرًا مِنْ
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4462)، المغازي، وأحمد 3/ 204.
(2) "لطائف المعارف" (114).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597
* * *
النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا.
قال ابْنُ الْمُسَيَّبِ: قال عُمَرُ: وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا، فَعَقِرتُ حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيتُ إلى الْأَرْضِ حِينَ سَمِعتُهُ تَلَاهَا، عَلِمْتُ أَنَّ النَبِى - صلى الله عليه وسلم - قَدْ مَاتَ (1).
تجهيز الجسد الشريف
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: غسلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئًا، وكان طيبًا صلى الله عليه وآله وسلم حيًا وميتًا.
ولي دفنه واجنانه دون الناس أربعة: علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولُحِّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحدًا، ونُصب عليه اللبن نصبًا (2).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قَالُوا: وَاللهِ مَا نَدْرِي أَنُجَرِّدُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثِيَابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَمْ نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا، أَلْقَى الله عَلَيْهِمْ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَذَقْنُهُ في صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ، أَنْ اغْسِلُوا النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيهِ ثِيَابُهُ، فَقَامُوا إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَغَسَلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يَصُبُّونَ الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَيُدَلِّكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ (3).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4452، 4453، 4454)، كتاب: المغازي، باب: مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته.
(2) أخرجه الحاكم: 1/ 362، والبيهقي 4/ 53، وإسناده صحيح، صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(3) حسن: رواه أبو داود (3141)، وحسنه الألباني.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598
* * *
كفن النبي - صلى الله عليه وسلم -
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ (1) مِنْ كُرْسُفٍ (2) لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، أَمَّا الْحُلَّةُ، فَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ لِيُكَفَّنَ فِيهَا، فَتُرِكَتْ الْحُلَّةُ وَكُفِّنَ في ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، فَأَخَذَهَا عبد الله بن أبي بَكْرٍ، فَقَالَ: لَأَحْبِسَنَّهَا حَتَّى أُكَفِّنَ فِيهَا نَفْسِي، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا الله-عز وجل- لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا (3).
الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال الناس لأبي بكر - رضي الله عنه -.
يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيصلَّى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، قالوا: وكيف؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، حتى يدخل الناس، قالوا: يا صاحب رسول الله! يُدفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قَبض الله فيه روحه، فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أن قد صدق (4).
(1) سحولية: بفتح السين وضمها: هي ثياب بيض نقية لا تكون إلا من القطن، وقال آخرون: هي منسوبة إلى سحول مدينة باليمن تحمل منها هذه الثياب.
(2) الكرسف: القطن.
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري (1264) الجنائز، ومسلم (941) الجنائز.
(4) رواه بطوله الترمذي في "الشمائل" (378)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6367)، وقال البوصيري في "الزوائد" 1/ 406: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأخرجه النسائي في "وفاهَ النبى" (42) وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 183: روى ابن ماجه =
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599
* * *
المدينة تُظِلم بموت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَئءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيءٍ، وَلَمَّا نَفَضنَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الْأَيْدِي، وَإِنَّا لَفِي دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرنَا قلوبنا (1).
وعن أنس أيضًا، قال: ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أم أيمن زائرًا، وذهبت معه، فقربت إليه شرابًا، فإما كان صائمًا، وإما كان لا يريده، فرده فأَقْبلَتْ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تضاحكه، فَقَالَ أبو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله لِعُمَرَ انْطَلِقْ بنا إلى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ فَقَالَا لَهَا مَا يُبْكِيكِ مَا عِنْدَ الله خَيْرٌ لِرَسُولِهِ فَقَالَتْ مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ الله خَيْرٌ لِرَسُولِهِ وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ ... فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى البكاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا (2).
= بعضه ورواه الطبراني ورجاله ثقات.
قال ابن كثير في "البداية" 5/ 376: وهذا الصنيع وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه أمر مجمع عليه لا خلاف فيه وقد اختلف في تعليله فلو صح الحديث الذي أوردناه عن ابن مسعود لكان نصا في ذلك ويكون من باب التعبد الذي يعسر تعقل سناه وليس لأحد أن يقول لأنه لم يكن لهم إمام لأنا قد قدمنا أنهم إنما شرعوا في تجهيزه عليه السلام بعد تمام بيعة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه وقد قال بعض العلماء إنما لم يؤمهم أحد ليباشر كل واحد من الناس الصلاة عليه منه إليه ولتكرر صلاة المسلمين عليه مرة بعد مرة من كل فرد من آحاد الصحابة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم حتى العبيد والإماء.
(1) صحيح: رواه الترمذي "المناقب" 13/ 104، 105، وقال: هذا حديث غريب صحيح، وابن ماجه (1630)، وصححه الألباني.
(2) صحيح: أخرجه مسلم (2454).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600
* * *
12 - وفي يوم وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بايع المسلمون أبا بكر - رضي الله عنه - بالخلافة.
الشرح:
ووقع الخلاف في أمر الخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه -صلى الله عليه وسلم-، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر -رضي الله عنه-، ومضى في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى كان آخر الليل- ليلة الثلاثاء- مع الصبح، وبقى جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله (1).
وَاجْتَمَعَتْ الْأَنْصَارُ إلى سَعْدِ بن عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بني سَاعِدَةَ، فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أبو بَكْرٍ وَعُمَرُ بن الْخَطَّاب وَأبو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ، فَأَسْكَتَهُ أبو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُول: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أبو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ في كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ، وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ بن الْمُنْذِرِ: لَا وَاللهِ لَا نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ، وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أبَا عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ، فَأَنْتَ سَيِّدُنَا، وَخَيْرُنَا، وَأَحَبُّنَا إلى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بن عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ الله (2).
وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال: ولما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر. فقام عمر قبل أبي بكر فتكلم فحمد الله وأثنى عليه
(1) "الرحيق المختوم" (515).
(2) صحيح: أخرجه البخاري (3668) فضائل الصحابة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601
* * *
بما هو أهله. ثم قال:
أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدا عَهِده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيدبر أمرنا- يقول: يكون آخرنا- وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسولَه -صلى الله عليه وسلم-، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هدى له رسوله، إن الله قد جمعكم على خيركم- صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثاني اثنين إذ هما في الغار- فقوموا فبايعوه.
فبايع الناس أبا بكر البيعة العامة بعد بيعة السقيفة.
فتكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد ولُيت عليكم، ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي، حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله؛ فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله (1).
13 - وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من ربيع الأول من هذه السنة دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الشرح:
عَنْ عَائِشَة -رضي الله عنها- قَاَلَتْ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- اخْتَلَفُوا في اللَّحْدِ وَالشَّقِّ،
(1) أخرجه عبد الرزاق في"المصنف" 5/ 437، 438 وسنده صحيح، وابن إسحاق في "السيرة" كما في "سيرة ابن هشام" 4/ 183، وسنده أيضًا صحيح وصرح ابن إسحاق فيه بالتحديث.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602
* * *
حَتَّى تَكَلَّمُوا في ذَلِكَ وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُم. فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَصْخَبُوا عِنْدَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَيًّا وَلَا مَيِّتًا- أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. فَأَرْسَلُوا إلى الشَّقَّاقِ وَاللَّاحِدِ، فَجَاءَ اللَّاحِدُ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ دُفِنَ -صلى الله عليه وسلم- (1).
وعن سَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- قَالَ في مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ: الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَىَّ اللَّبِنَ نَصبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- (2).
أين دُفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- اخْتَلَفُوا في دَفْنِهِ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ، قَالَ:"مَا قَبَضَ الله نَبِيًّا إِلَّا في الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ"، ادْفِنُوهُ في مَوْضِعِ فِرَاشِهِ (3).
متي دُفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: تُوُفِّيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الِاثْنَينِ وَدُفنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ (4)
وعَنْ عبد الله بن عَبَّاس -رضي الله عنهما- قَالَ: جُعِلَ في قَبْرِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ (5).
وفي رواية للترمذي: الَّذِي أَلْحَدَ قَبْرَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أبو طَلْحَةَ، وَالَّذِي أَلْقَي
(1) حسن: أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الشق حديث رقم (1558)، وحسنه الألباني.
(2) صحيح: أخرجه مسلم (966) الجنائز، والنسائي 4/ 80.
(3) صحيح: رواه الترمذي (1018)، وابن ماجه (1628) وصححه الألباني.
(4) حسن: رواه أحمد 21/ 257، بإسناد حسن.
(5) صحيح: أخرجه مسلم (967) الجنائز.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603
* * *
الْقَطِيفَةَ تَحْتَهُ شُقْرَانُ مَوْلَي رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ جَعْفَرٌ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بن أبي رَافِعٍ، قَال: سَمِعْتُ شُقْرَانَ يَقُولُ: أَنَا وَاللهِ طَرَحْتُ الْقَطِيفَةَ تَحْتَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في الْقَبْرِ (1).
من الذي تولى دفن النبى -صلى الله عليه وسلم-؟
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: دخل قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - العباس وعلي والفضل، وشق لحده رجل من الأنصار، وهو الذي يشق لحود قبور الشهداء (2).
وعن علي بن أبي طالب قال: غسلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذهبت أنظر ما يكون منْ الميت، فلم أر شيئًا، وكان طيبًا -صلى الله عليه وسلم- حيًا وميتًا، ولي دفنه وإجنانه دون الناس أربعة: علي، والعباس، والفضل، وصالح مولى رسول الله، ولُحد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحدًا، ونُصب عليه اللَّبِنُ نصبًا (3).
14 - وبعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر: تُوفِّيت ابنته فاطمه -رضي الله عنها-، وهي آخر أبنائه موتًا.
الشرح:
قال ابن عبد البر رحمه الله:
وقال الواقدي: حدثنا معمر عن الزهري، عن عروة عن عائشة، قال: أخبرنا ابن جريج عن الزهري عن عروة: أن فاطمة تُوفّيت بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-
(1) إسناده صحيح: رواه الترمذي (1047) الجنائز، وصحح إسناده الألباني.
(2) رواه ابن الجارود في "المنتقي" حديث: (547)، وابن حبان كما في "الموارد" (2161)، والإحسان حديث: (6599)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 254، وإسناده صحيح.
(3) أخرجه الحاكم 3/ 59.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604
* * *
بستة أشهر (1).
15 - بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين سنة، فمكث في مكه ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين، ثم قبضه الله إليه وقد تم له ثلاث وستون سنة -صلى الله عليه وسلم- صلاة دائمه ما دامت السماوات والأرض.
الشرح:
عَنْ عبد الله بن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِأَرْبَعِينَ سَنَة، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتّينَ (2).
(1) "الاستيعاب" (912).
(2) صحيح: أخرجه البخاري (3902)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في المدينة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605
* * *
غزوات الرسول
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607
* * *
غَزَوَاتَ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-
وهي سبعٌ وعشرون غزوة:
1 - غزوة الأبواء في صفرٍ من السنة الثانية للهجرة.
2 - غزوة بواط في ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة.
3 - غزوة سفوان في ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة.
4 - غزوة العشيرة في جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.
5 - غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة.
6 - غزوة الكدر من بني سليم في شوال من السنة الثانية للهجرة.
7 - غزوة بني قينقاع في شوالٍ من السنة الثانية للهجرة.
8 - غزوة السويق في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة.
9 - غزوة ذي أمرَّ في المحرم من السنة الثالثة للهجرة.
10 - غزوة الفرع من بحران في ربيع الآخر من السنة الثالثة للهجرة.
11 - غزوة أحد في شوال من السنة الثالثة للهجرة.
12 - غزوة حمراء الأسد في شوال من السنة الثالثة للهجرة.
13 - غزوة بني النضير في ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة.
14 - غزوة بدر الآخرة (المَوْعِدُ) في شعبان من السنة الرابعة للهجرة.
15 - غزوة دومة الجندل في ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة.
16 - غزوة بني المصطلق في شعبان من السنة الخامسة للهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609
* * *
17 - غزوة الأحزاب في شوال من السنة الخامسة للهجرة.
18 - غزوة بني قريظة في ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة.
19 - غزوة بني لحيان في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة.
20 - غزوة الحديبية في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة.
21 - غزوة ذي قردٍ في المحرم من السنة السابعة للهجرة.
22 - غزوة خيبر في المحرم من السنة السابعة للهجرة.
23 - غزوة ذات الرقاع في السنة السابعة للهجرة.
24 - غزوة فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
25 - غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
26 - غزوة الطائف في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
27 - غزوة تبوك في رجب من السنة التاسعة للهجرة.
- سبق شرح جميع الغزوات في مواضعها من الكتاب.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610
* * *
سرايا الرسول
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611
* * *
سَرَايا الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-
وهي ثلاث وسبعون سريةً:
1 - سرية حمزة بن عبد المطلب إلي سيف البحر في رمضان من السنة الأولي للهجرة.
2 - سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ في شوال من السنة الأولى للهجرة.
3 - سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار في ذي القعدة من السنة الأولى للهجرة.
4 - سرية سعد بن أبي وقاص إلى حي من كنانة في رجب من السنة الثانية للهجرة.
5 - سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة في رجب من السنة الثانية للهجرة.
6 - سرية عمير بن عدي لقتل عصماء بنت مروان في رمضان من السنة الثانية للهجرة.
7 - سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي في شوال من السنة الثانية للهجرة.
8 - سرية محمَّد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشراف في ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة.
9 - سرية زيد بن حارثة إلى القردة في جمادى الآخرة من السنة الثالثة للهجرة.
10 - سرية أبي سلمة إلى طليحة الأسدي في المحرم من السنة
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613
* * *
الرابعة للهجرة.
11 - سرية عبد الله بن أنيس إلى خالد الهذلي في المحرم من السنة الرابعة للهجرة.
12 - سرية الرجيعِ في صفر من السنة الرابعة للهجرة.
13 - سرية بئر معونة في صفر من السنة الرابعة للهجرة.
14 - سرية عمرو بن أمية لقتل أبي سفيان في السنة الرابعة للهجرة.
15 - سرية عبد الله بن عتيك لقتل أبي رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي في ذي الحجة من السنة الخامسة للهجرة.
16 - سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء في المحرم من السنة السادسة للهجرة.
17 - سرية عكاشة إلى الغمر في ربيع الأول من السنة السادسة للهجرة.
18 - سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة.
19 - سرية أبي عبيدة إلى ذي القصة في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة.
20 - سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة.
21 - سرية زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة.
22 - سرية زيد بن حارثة إلى الطرف في جمادى الآخرة من السنة
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614
* * *
السادسة للهجرة.
23 - سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادى الآخرة من السنة السادسة للهجرة.
24 - سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى في رجب من السنة السادسة للهجرة.
25 - سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان من السنة السادسة للهجرة.
26 - سرية علي بن أبي طالب إلى فدك في شعبان من السنة السادسة للهجرة.
27 - سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة في رمضان من السنة السادسة للهجرة.
28 - سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم في شوال من السنة السادسة للهجرة.
29 - سرية كرز بن جابر إلى العرنيين في شوال من السنة السادسة للهجرة.
30 - سرية الخبط في السنة السادسة للهجرة.
31 - سرية بني عبس في السنة السادسة للهجرة.
32 - سرية أبان بن سعيد قبل نجد في السنة السابعة للهجرة.
33 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني ثعلبة في صفرٍ من السنة السابعة للهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615
* * *
34 - سرية أبي بكر إلى بني فزارة بنجدٍ في شعبان من السنة السابعة للهجرة.
35 - سرية عمر بن الخطاب إلى تربة في شعبان من السنة السابعة للهجرة.
36 - سرية بشير بن سعدٍ إلى بني مرة بفدك في شعبان من السنة السابعة للهجرة.
37 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في رمضان من السنة السابعة للهجرة.
38 - سرية بشير بن سعد إلى يمن وجبار في شوال من السنة السابعة للهجرة.
39 - سرية أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم في ذي الحجة من السنة السابعة للهجرة.
40 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد في صفر من السنة الثامنة للهجرة.
41 - سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى فدك في صفر من السنة الثامنة للهجرة.
42 - سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر في ربيع الأول من السنة الثامنة للهجرة.
43 - سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح في ربيع الأول من السنة الثامنة للهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616
* * *
44 - سرية زيد بن حارثة إلى مدين في السنة الثامنة للهجرة.
45 - سرية مؤتة في جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.
46 - سرية ذات السلاسل في جمادى الآخرة من السنة الثامنة للهجرة.
47 - سرية أبي قتادة إلى خضرة في شعبان من السنة الثامنة للهجرة.
48 - سرية أبي حدردٍ إلى الغابة في شعبان من السنة الثامنة للهجرة.
49 - سرية أبي قتادة إلى إضمٍ في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
50 - سرية أسامة بن زيد إلى الحرقات في السنة الثامنة للهجرة.
51 - سرية خالد بن الوليد لهدم العُزى في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
52 - سرية عمرو بن العاص لهدم سواع في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
53 - سرية سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
54 - سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
55 - سرية قيس بن سعد بن عبادة إلى صُداءٍ في السنة الثامنة للهجرة.
56 - سرية أوطاس في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
57 - سرية الطفيل بن عمرو الدوسي لهدم ذي الكفين في شوال من السنة الثامنة للهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617
* * *
58 - سرية عيينة بن حصن إلى بني تميم في المحرم من السنة التاسعة للهجرة.
59 - سرية قطبة بن عامر إلى خثعم في صفر من السنة التاسعة للهجرة.
60 - سرية الضحاك بن سفيان إلى القرطاء في ربيع الأول من السنة التاسعة للهجرة.
61 - سرية علقمة بن مجزر إلى الأحباش بجدة في ربيع الآخر من السنة التاسعة للهجرة.
62 - سرية علي بن أبي طالب لهدم الفلس في ربيع الآخر من السنة التاسعة للهجرة.
63 - سرية عكاشة بن محصن إلى الجناب في ربيع الآخر من السنة التاسعة للهجرة.
64 - سرية طلحة بن عبيد الله لحرق بيت سويلم اليهودي في رجب من السنة التاسعة للهجرة.
65 - سرية خالد بن الوليد إلى أكيدر ملك دومة في رجب من السنة التاسعة للهجرة.
66 - سرية خالد بن الوليد إلى خثعم في السنة التاسعة للهجرة.
67 - سرية أبي سفيان والمغيرة بن شعبة لهدم اللات في رمضان من السنة التاسعة للهجرة.
68 - سرية خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن في السنة التاسعة للهجرة.
69 - سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران في ربيع الأول من
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618
* * *
السنة العاشرة للهجرة.
70 - سريةٌ إلى رعية السحيمي في السنة العاشرة للهجرة.
71 - سيرة علي بن أبي طالب إلى اليمن في رمضان من السنة العاشرة من الهجرة.
72 - سرية جرير بن عبد الله البجلي لهدم ذي الخلصة في رمضان من السنة العاشرة للهجرة.
73 - سرية زيد بن حارثة إلى البلقاء بالشام في صفر من السنة الحادية عشر للهجرة.
- سبق شرح جميع السرايا في مواضعها من الكتاب.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619
* * *
أمراؤه - صلى الله عليه وسلم -
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621
* * *
أمراؤه - صلى الله عليه وسلم -
1 - عتَّاب بن أسيد - رضي الله عنه - على مكة والحج سنة ثمان للهجرة (1).
2 - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - على الحج سنة تسع للهجرة (2).
3 - عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - على الأخماس باليمن (3).
4 - باذان بن ساسان - رضي الله عنه - على اليمن (4).
5 - شهر بن باذان - رضي الله عنه - على صنعاء وأعمالها بعد موت أبيه (5).
6 - خالد بن سعيد بن العاص - رضي الله عنه - على صنعاء وأعمالها بعد مقتل شهر (6).
7 - زياد بن لبيد الأنصاري - رضي الله عنه - على حضرموت (7).
8 - أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - على زبيد، وعدن، وَزمَع، والساحل (8).
9 - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - على الجَنَد (9).
(1) ذكره ابن هشام في "السيرة"، وانظر: "تهذيب سيرة ابن هشام" (210).
(2) تقدم ذكره.
(3) تقدم ذكره.
(4) تقدم ذكره.
(5) تقدم ذكره.
(6) انظر "البداية والنهاية" 7/ 96.
(7) ذكره ابن هشام في "السيرة"، انظر: "تهذيب سيرة ابن هشام" (256).
(8) ذكره ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 122.
(9) تقدم ذكره.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623
* * *
10 - أبو سفيان بن حرب - رضي الله عنه - على نجران (1).
11 - يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - على تيماء (2).
12 - المهاجر بن أبي أمية المخزومي - رضي الله عنه - على كِنْدة والصَّدِف (3).
13 - عمرو بن العاص - رضي الله عنه - على عُمان (4).
14 - عمرو بن أم مكتوم - رضي الله عنه - على المدينة إذا سافر (5).
15 - العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - على البحرين (6).
16 - أبان بن سعيد الأموي - رضي الله عنه - على البحرين سنة تسع للهجرة بعد عزل العلاء (7).
(1) ذكره ابن القيم "زاد المعاد" 1/ 122.
(2) انظر: "زاد المعاد" 1/ 122.
(3) السابق.
(4) السابق.
(5) تقدم ذكره في أكثر من موضع.
(6) ذكره ابن هشام في "السيرة"، انظر: "تهذيب سيرة ابن هشام" (256).
(7) انظر:"الاستيعاب" (70، 71).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624
* * *
كُتاب النبي
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625
* * *
كُتَّابُ النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهم ثمانية وثلاثون كاتبًا (1):
1 - أبان بن سعيد بن العاص - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
2 - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
3 - أبو سفيان - رضي الله عنه -: ذكره ابن مسكويه في كُتَّابِ النبي - صلى الله عليه وسلم -.
5 - أبي بن كعب - رضي الله عنه -: وهو أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة.
5 - الأرقم بن أبي الأرقم - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب كتبًا لعبد يغوث بن وعلة الحارثي، وعاصم بن الحارث الحارثي، والأجب.
6 - بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
7 - ثابت بن قيس - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب الكتاب لوفد ثمالة والحدان.
8 - جهيم بن الصلت - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب الكتاب ليزيد بن الطفيل الحارثي.
9 - جهم بن سعد - رضي الله عنه -: وكان هو والزبير بن العوام - رضي الله عنه - يكتبان أموال الصدقة، وهو الذي كتب كتابًا لمجاعة بن مرارة.
10 - حنظلة بن الربيع - رضي الله عنه -: وهو أحدُ الذين كتبوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويعرف بالكاتب.
11 - حويطب بن عبد العزى - رضي الله عنه -: ذكره ابن مسكويه في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(1) من (1 - 38) "سبل الهدى" 11/ 375 - 393، "عيون الأثر" 2/ 382.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627
* * *
12 - الحصين بن نمير - رضي الله عنه -: كان هو والمغيرة بن شعبة - رضي الله عنهما - يكتبان المداينات والمعاملات.
13 - حاطب بن عمرو - رضي الله عنه -: ذكره ابن مسكويه في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
14 - حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: كان يكتب خرص النخل.
15 - خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب الكتاب إلى بني عذرة بن حمير يدعوهم إلى الإسلام.
16 - خالد بن سعيد بن العاص - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لوفد ثقيف يحرم عليهم وجًّا , ولراشد بن عبد السلمي، ولحرام بن عبد عوف، ولسعيد بن سفيان.
17 - خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: ذكره ابن عبد البر، وابن الأثير في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
18 - الزبيربن العوام - رضي الله عنه -: كان هو وجهم بن سعد - رضي الله عنه - بكتاب أموال الصدقة.
19 - زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: كان من كتاب الوحي، وأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلم لغة يهود، فتعلمها في خمسة عشريومًا.
20 - سعيد بن العاص - رضي الله عنه -: ذكره ابن عبد البر - رحمه الله - في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
21 - شرحبيل بن حسنة - رضي الله عنه -: وهو أول من كتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
22 - طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
23 - عامر بن فهيرة - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب الكتاب لسراقة بن مالك أثناء الهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628
* * *
24 - عبد الله بن الأرقم - رضي الله عنه -: كان يكتب للملوك بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
25 - عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول - رضي الله عنه -: ذكره ابن عبد البر فيمن كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
26 - عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
27 - عبد الله بن زيد - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب الكتاب لمن أسلم من حدس من لخم.
28 - عبد الله بن سعد بن أبي سرح - رضي الله عنه -: كان من كتاب الوحي.
29 - عبد الله بن عبد الأسد - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
30 - عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لنهشل بن مالك الوائلي.
31 - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
32 - عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: ذكره في "عيون الأثر".
33 - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لنعيم بن أوس الداري، وللحصين بن أوس الأسلمي.
34 - العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لبني معنٍ الطائيين، ولبني شنخ من جهينة، ولأسلم من خزاعة.
35 - محمد بن مسلمة الأنصاري - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لمهري بن الأبيض.
36 - معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وإلى الأقيال من حضرموت، ولبلال بن الحارث، ولعتبة بن فرقد.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629
* * *
37 - معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي - رضي الله عنه -: ذكره عمر بن شبة فيمن كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
38 - المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: وهو الذي كتب لأساقفة نجران، ولبني الضباب، ولبني قنان بن ثعلبة، وليزيد بن المحجل، ولعامر بن الأسود، ولبني جوين الطائيين.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630
* * *
رسله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملوك الأرض
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631
* * *
رسله - صلى الله عليه وسلم - إلى ملوك الأرض
وهم ثمانية وأربعون وسولًا (1):
1 - الأقرع بن عبد الله الحميري - رضي الله عنه - إلى ذي مران.
2 - أبي بن كعب - رضي الله عنه - إلى سعد هذيم.
3 - جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - إلى ذي الكلاع بن ناكور.
4 - حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - إلى المقوقس ملك الأسكندرية.
5 - حسان بن سلمة - رضي الله عنه - مع دحية إلى هرقل ملك الروم.
6 - الحارث بن عمير الأزدي - رضي الله عنه - إلى صاحب بصرى.
7 - حريث بن زيد الخير - رضي الله عنهما - إلى يُحنَّة بن رؤبة الأيلي.
8 - حرملة بن حريث - رضي الله عنه - إلى يحنة بن رؤبة الأيلي.
9 - خالد بن الوليد - رضي الله عنه - إلى أكيدر ملك دومة.
10 - خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أيضًا إلى بني الحارث بن كعب.
11 - دحية بن خليفة الكلبي - رضي الله عنه - إلى هرقل ملك الروم.
12 - رفاعة بن زيد الضبيبي - رضي الله عنه - إلى قومه.
13 - زياد بن حنظلة - رضي الله عنه - إلى قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر.
(1) قال الشيخ وحيد: من (1 - 48) "الطبقات" 1/ 222 - 252، "سبل الهدى" 11/ 344 - 374، ولم أتمكن من ترتيبهم زمنيًّا لعدم معرفة التاريخ في كثير منها، فرتبتها هجائيًا. اهـ.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633
* * *
14 - سليط بن عمرو العامري - رضي الله عنه - إلى هوذة بن علي الحنفي.
15 - عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - إلى مسيلمة الكذاب.
16 - السائب بن العوام - رضي الله عنه - إلى مسيلمة الكذاب.
17 - شجاع بن وهب الأسدي - رضي الله عنه - إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك البلقاء.
18 - صدى بن عجلان أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - إلى قومه باهلة.
19 - صدي بن عجلان أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - إلى جبلة بن الأيهم.
20 - الصلصل بن شرحبيل - رضي الله عنه - إلى صفوان بن أمية.
21 - ضرار بن الأزور الأسدي - رضي الله عنه - إلى الأسود وطليحة.
22 - ضرار بن الأزور الأسدي - رضي الله عنه - إلى عوف الزرقاني.
23 - ظبيان بن مرثد - رضي الله عنه - إلى بني بكر بن وائل.
24 - عبد الله بن حذافة - رضي الله عنه - إلى كسرى.
25 - عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي - رضي الله عنه - إلى اليمن.
26 - عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - إلى اليمن.
27 - عبد الله بن عوسجة العرني - رضي الله عنه - إلى سمعان بن عمرو.
28 - عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي - رضي الله عنه - إلى اليمن.
29 - أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر - رضي الله عنه - إلى البحرين.
30 - عبيد الله بن عبد الخالق - رضي الله عنه - إلى طاغية الروم.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634
* * *
31 - العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين.
32 - عمرو بن العاص - رضي الله عنه - إلى جيفر بن الجلندي ملك عمان.
33 - عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه - إلى النجاشي ملك الحبشة.
34 - عمرو بن حزم - رضي الله عنه - إلى اليمن.
35 - عقبة بن عمرو - رضي الله عنه - إلى صنعاء.
36 - عياش بن أبي ربيعة - رضي الله عنه - إلى اليمن.
37 - فرات بن حيان - رضي الله عنه - إلى ثمامة بن أثال.
38 - قدامة بن مظعون - رضي الله عنه - إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين.
39 - قيس بن نمط - رضي الله عنه - إلى قيس بن عمرو.
40 - معاذ بن جبله - رضي الله عنه - إلى اليمن.
41 - مالك بن مرارة - رضي الله عنه - إلى اليمن.
42 - مالك بن عقبة - رضي الله عنه - إلى اليمن.
43 - المهاجر بن أمية - رضي الله عنه - إلى الحارث بن عبد كلال الحميري.
44 - نمير بن خرشة - رضي الله عنه - إلى ثقيف.
45 - نعيم بن مسعود الأشجعي - رضي الله عنه - إلى ابن ذي اللحية.
46 - واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - إلى أكيدر ملك دومة.
47 - وبر بن يحنس الأزدي - رضي الله عنه - إلى داذويه.
48 - الوليد بن بحر الجرهمي - رضي الله عنه - إلى أقيال اليمن.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635
* * *
الوفود التي وفدت على رسول الله
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637
* * *
الوفود التي وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1)
وهم أربعة ومائة:
1 - وفد مزينة في رجب من السنة الخامسة من الهجرة.
2 - وفد أشجع في السنة الخامسة من الهجرة.
3 - وفد جذام قبل السنة السابعة من الهجرة.
4 - وفد الأشعريين في المحرم من السنة السابعة من الهجرة.
5 - وفد دوس في السنة السابعة من الهجرة.
6 - وفد بني ثعلبة في السنة الثامنة من الهجرة.
7 - وفد سليم في السنة الثامنة من الهجرة.
8 - وفد ربيعة عبد القيس في السنة الثامنة من الهجرة.
9 - وفد صداء في السنة الثامنة من الهجرة.
10 - وفد ثمالة والحدان في السنة الثامنة من الهجرة.
11 - وفد باهلة في السنة الثامنة من الهجرة.
12 - وفد أسد في المحرم من السنة التاسعة من الهجرة.
13 - وفد عذرة في صفر من السنة التاسعة من الهجرة.
(1) قال الشيخ وحيد: راجع "الطبقات" 1/ 252 - 309، "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" 6/ 386 - 679.
تنبيه: بعد الوفود الواحد والخمسين لم أتمكن من ترتيبهم زمنيًا لعدم الوصول إلى تاريخ وفودهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639
* * *
14 - وفد بلي في ربيع الأول من السنة التاسعة من الهجرة.
15 - وفد يحنة بن رؤبة في رجب من السنة التاسعة من الهجرة.
16 - وفد جرباء وأذرح في رجب من السنة التاسعة من الهجرة.
17 - وفد عروة بن مسعود الثقفي قبل رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.
18 - وفد ثقيف في رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.
19 - وفد ملوك حمير في رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.
20 - وفد ضمام بن ثعلبة في السنة التاسعة في الهجرة.
21 - وفد الداريين من لخم في السنة التاسعة من الهجرة.
22 - وفد بهراء في السنة التاسعة من الهجرة.
23 - وفد بني البكاء في السنة التاسعة من الهجرة.
24 - وفد بني فزارة في السنة التاسعة من الهجرة.
25 - وفد ثعلبة بن منقذ في السنة التاسعة من الهجرة.
26 - وفد سعد هذيم في السنة التاسعة من الهجرة.
27 - وفد مرة في السنة التاسعة من الهجرة.
28 - وفد كلاب في السنة التاسعة من الهجرة.
29 - وفد كنانة في السنة التاسعة من الهجرة.
30 - وفد تجيب في السنة التاسعة من الهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640
* * *
31 - وفد الحارث بن كعب في ربيع الأول من السنة العاشرة من الهجرة.
32 - وفد عدي بن حاتم في شعبان من السنة العاشرة من الهجرة.
33 - وفد خولان في شعبان من السنة العاشرة من الهجرة.
34 - وفد غامدٍ في رمضان من السنة العاشرة من الهجرة.
35 - وفد غسان في رمضان من السنة العاشرة من الهجرة.
36 - وفد جرير البجلي في رمضان من السنة العاشرة من الهجرة.
37 - وفد سلامان في شوال من السنة العاشرة من الهجرة.
38 - وفد الأزد في السنة العاشرة من الهجرة.
39 - وفد زبيد في السنة العاشرة من الهجرة.
40 - وفد فروة بن مسك في السنة العاشرة من الهجرة.
41 - وفد عبد القيس للمرة الثانية في السنة العاشرة من الهجرة.
42 - وفد بني حنيفة في السنة العاشرة من الهجرة.
43 - وفد طييء في السنة العاشرة من الهجرة.
44 - وفد كندة في السنة العاشرة من الهجرة.
45 - وفد محارب في السنة العاشرة من الهجرة.
46 - وفد الرهاويين في السنة العاشرة من الهجرة.
47 - وفد عبس في السنة العاشرة من الهجرة.
48 - وفد الصدف في السنة العاشرة من الهجرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641
* * *
49 - وفد رعية السحيمي في السنة العاشرة من الهجرة.
50 - وفد قشير بن كعب في السنة العاشرة من الهجرة.
51 - وفد النخع في المحرم من السنة الحادية عشرة عن الهجرة.
52 - وفد أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي.
53 - وفد أبي صفرة.
54 - وفد أحمس.
55 - وفد أزد عمان.
56 - وفد أزد شنوأة.
57 - وفد أسلم.
58 - وفد أسيد بن أبي أناس.
59 - وفد أعشى بن مازن.
60 - وفد إياد.
61 - وفد بكر بن وائل.
62 - وفد بارق.
63 - وفد بني سحيم.
64 - وفد بني سدوس.
65 - وفد بني عبد بن عدي.
66 - وفد بني عذرة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642
* * *
67 - وفد بني كلبٍ.
68 - وفد تغلب.
69 - وفد تميم.
70 - وفد الجارود بن المعلى وسلمة بن عياض.
71 - وفد جعدة.
72 - وفد جعفي.
73 - وفد جرم.
74 - وفد جهينة.
75 - وفد الجن.
76 - وفد جيشان.
77 - وفد الحارث بن حسان.
78 - وفد الحجاج بن علاطٍ السلمي.
79 - وفد حضرموت.
80 - وفد الحكم بن حزن الكلفي.
81 - وفد خثعم.
82 - وفد خشين.
83 - وفد خفاف بن نضلة.
84 - وفد ذباب بن الحارث.
85 - وفد رؤاس بن كلاب.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643
* * *
86 - وفد سعد العشيرة.
87 - وفد شيبان.
88 - وفد طارق بن عبد الله.
89 - وفد عامر بن صعصعة.
90 - وفد عبس.
91 - وفد عقيل بن كعب.
92 - وفد عنزة.
93 - وفد عنس.
94 - وفد غافق.
95 - وفد قيس بن عاصم.
96 - وفد كلب.
97 - وفد معاوية بن حيدة.
98 - وفد مهرة.
99 - وفد نافع بن زيد الحميري.
100 - وفد نجران.
101 - وفد هلال بن عامر.
102 - وفد همدان.
103 - وفد وائل بن حُجْر.
104 - وفد واثلة بن الأسقع.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644
* * *
مؤذنو رسول الله
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645
* * *
مُؤَذِّنو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهم أربعة:
1 - بلال بن رباح - رضي الله عنه -: وهو أول من أذَّن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - اشتراه الصديق، وأعتقه، فلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهد معه جميع المشاهد، وتُوفِّي بالشام سنة عشرين من الهجرة (1).
2 - عمرو بن أم مكتوم - رضي الله عنه -: كان يُؤذِّن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وهو من المهاجرين الأولين، تُوفِّي في آخر خلافة عمر- رضي الله عنه - (2).
3 - سعد بن عائذ القرظ - رضي الله عنه -: جعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنًا بقُباء، فلما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك بلال الأذان، نقله أبو بكر - رضي الله عنه - إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تُوفِّي سنة أربع وسبعين من الهجرة (3).
4 - أبو محذورة - رضي الله عنه -: هو أَوْسُ بن مِعْير، وكان يُرَجِّع الأذان، مات بمكة سنة تسع وخمسين من الهجرة (4).
(1) انظر ذلك: "الاستيعاب" (120).
(2) انظر ذلك: السابق (437).
(3) انظر ذلك: السابق (311).
(4) انظر ذلك: السابق (842، 843).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647
* * *
أمهات المؤمنين
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649
* * *
أمهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ -
وهنَّ إحدى عشرة:
1 - خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -: تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وعمره خمس وعشرون سنة، وعمرها أربعون سنة، وتُوفِّيت في حياته في السنة العاشرة للبعثة (1).
2 - عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها -: عقد عليها في شوال سنة عشر من البعثة، وبنى بها في شوال من السنة الأولى للهجرة، وتُوفِّي عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة، وماتت بعده في رمضان سنة سبع وخمسين للهجرة (2).
3 - سودة بنت زمعة - رضي الله عنها -: تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال سنة عشر من البعثة، بعد وفاة خديجة - رضي الله عنها -، وتوفِّيت سنة خمس وخمسين للهجرة (3).
4 - حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شعبان من السنة الثالثة للهجرة، وماتت سنة خمس وأربعين للهجرة (4).
5 - زينب بنت خزيمة أم المساكين - رضي الله عنها -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان في السنة الثالثة للهجرة، وماتت بعد زواجها بشهور فصلَّى عليها ودفنها (5).
6 - زينب بنت جحش - رضي الله عنها -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثالثة على
(1) "الاستيعاب" (874).
(2) السابق (901).
(3) السابق (879).
(4) السابق (871).
(5) السابق (891).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651
* * *
الراجح، وماتت سنة عشرين من الهجرة (1).
7 - أم سلمة هند بنت أبي أُميَّة - رضي الله عنها -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شوَّال سنة أربع من الهجرة، وتُوفِّيت سنة اثنين وستين من الهجرة، وهي آخر أمهات المؤمنين موتًا (2).
8 - جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة خمس من الهجرة، وتُوفِّيت سنة خمسين من الهجرة (3).
9 - أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها -: تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي بالحبشة سنة سبع، وتُوفِّيت سنة أربع وأربعين للهجرة (4).
10 - صفية بنت حُييٍّ - رضي الله عنها -: وهي من نَسْل نبي الله هارون بن عمران- عليه السلام -، تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع، وتُوفِّيت سنة خمسين للهجرة على الراجح (5).
11 - ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها -: تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة سنة سبع، وتُوفِّيت سنة إحدى، وخمسين للهجرة (6).
(1) السابق (890).
(2) السابق (922).
(3) السابق (868).
(4) السابق (926).
(5) السابق (899).
(6) السابق (919)، وقد سبق ذكر جميع أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنَّ-.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652
* * *
سراري النبي
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653
* * *
سراري النبي - صلى الله عليه وسلم -
كانت له سُرِّيَّتان:
1 - ريحانة بنت زيد بن عمرو - رضي الله عنها -: كانت من سبي بني قريظة، فأسلمت فتسرَّى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المحرم سنة ستٍّ، وتُوفِّيت بعد مرجعه من حجة الوداع سنة عشر من الهجرة.
2 - مارية القبطية - رضي الله عنها -: أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، فأسلمت، فتسرَّى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع، وولدت له إبراهيم عليه السلام، وتُوفِّيت سنة ست عشرة من الهجرة (1).
(1) سبق ذكر ذلك.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655
* * *
أولاد النبي
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657
* * *
أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهم سبعة:
1 - زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، والقاسم، وعبد الله، وإبراهيم - عليهم السلام-.
الشرح:
1 - زينب: كانت أكبر بناته -رضي الله عنهنَّ-، قال محمَّد بن إسحاق السرَّاج: سمعت عبد الله بن محمَّد بن سليمان الهاشمي، يقول: ولدت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في سنة ثلاثين من عمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وماتت في سنة ثمان من الهجرة (1).
2 - رقية: زوجة ذي النورين عثمان - رضي الله عنه -، وأم ابنه عبد الله، ولدت رقية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنة ثلاث وثلاثين سنة، وقد تقدم ذكر وفاتها (2).
3 - أم كلثوم: زوجة ذي النورين أيضًا عثمان - رضي الله عنه - تزوجها بعد وفاة أختها رقية واختلف هل هي أصغر أم فاطمة؟، وقد تقدم ذكر وفاتها في السنة التاسعة.
4 - فاطمة الزهراء - رضي الله عنها -: زوجة أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -، وقد تقدم ذكر وفاتها، بعد ستة أشهر من وفاة الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.
5 - القاسم: ولد بعد رقية - رضي الله عنها - وهو أكبر أبناؤه المذكور، عاش سبعة عشر
(1) "الاستيعاب" (892).
(2) "الاستيعاب" (884).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659
* * *
شهرًا، وهو أول من مات من ولده - صلى الله عليه وسلم -، وقد مات قبل البعثة (1).
6 - عبد الله: كان يقال له الطيب والطاهر، ولد بعد النبوة، ومات صغيرًا (2).
7 - إبراهيم عليه السلام: وقد تقدم ذكر مولده في السنة الثامنة، ووفاته في السنة العاشرة.
2 - كل أولاده من خديجه - رضي الله عنها - إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية - رضي الله عنها - ومات في ربيع الأول سنه عشرة وهو ابن ثمانية عشر شهرًا.
الشرح:
قال ابن عبد البر رحمه الله في ترجمة خديجة - رضي الله عنها -:
ولم يختلفوا أنه ولد له - صلى الله عليه وسلم - منها ولده كلهم حاشا إبراهيم (3)، وقد تقدم ذكر ما يتعلق بإبراهيم.
3 - كل أولاده ماتوا قبله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا فاطمة - رضي الله عنها -، ظلَّت بعده ستة أشهر، فماتت في رمضان سنة إحدى عشر، وهي ابنة تسع وعشرين سنة.
(1) " البداية والنهاية" 6/ 32 - 33.
(2) السابق.
(3) "الاستيعاب" (874).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 660
* * *
أعمامه وعماته - صلى الله عليه وسلم -
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661
* * *
أعمامه وعماته - صلى الله عليه وسلم -
1 - أعمامه أحد عشر وهم: حمزة، والعباس، وأبو طالب، وأبو لهب، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوِّم, وضرار، وقُثَم, والمغيرة، والغيداق ... ولم يسلم منهم إلَّا حمزة, والعباس - رضي الله عنهما -.
الشرح:
1 - حمزة: وهو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القُرشي الهاشمي، كان يقال له: أسد الله, وأسد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، يكنَّى: أبا عمارة، وأبا يعلى أيضًا، بابنيه عمارة ويعلى، أمه: هالة بنت وهب بن عبد مناف، وكان - رضي الله عنه - أسنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع سنين (1)، وقيل: كان أسنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين (2).
2 - العباس: ويكنى: أبا الفضل، وكان أسنَّ من رسول - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو ثلاث، وقيل: هو أصغر أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم - سنًا، وأُمُّه: نُتيلة بنت خناب بن كلب، وقد تقدم ذكر إسلامه ومواقفه - رضي الله عنه - ,وقد تُوفِّي - رضي الله عنه - وأرضاه، بالمدينة في رجب أو رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وكان طويلاً جميلاً أبيض (3).
3 - أبو طالب: واسمه عبد مناف، اشتُهر بكنيته، حيث كان يكنى بابنه طالب, وأُمُّه: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وكان أسن من
(1) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (203): وهذا لا يصح عندي؛ لأن الحديث الثابت: أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد، أرضعتهما ثويبة مع رسول الله إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين. اهـ.
(2) "الاستيعاب" (202، 203)، "الإصابة" 1/ 401، 402، وقد تقدم ذكر إسلامه، ومواقفه، ووفاته - رضي الله عنه -.
(3) "الإصابة" 2/ 1000، 1001.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663
* * *
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي ربَّاه بعد وفاة جده، وتقدم ذكر مواقفه ووفاته.
4 - أبو لهب: واسمه عبد العُزَّى، واشتهر بكنيته، حيث كناه أبوه بذلك، قيل: لحسن وجهه، قال السهيلي: كُنِّى بأبي لهب مقدمة لما يعد إليه من اللهب، أي: لما يعد إليه من نار جهنم، وأمُّه لُبْنى بنت هاجر بن خزاعة، وقد تقدم ذكر وفاته.
5 - الزبير: وكان شقيقًا لعبد الله والد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبيه وأمه، فأُمُّه: فاطمة بنت عمرو بن عائذ.
6 - عبد الكعبة: وأُمُّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ أيضًا، قال ابن سيد الناس: لم يُدرك الإِسلام ولم يُعقِّب (1).
7 - المقوِّم: كان شقيقا لحمزة -رضي الله عنه - فأُمُّهما: هالة بنت وهب بن عبد مناف.
8 - ضرار: وكان شقيقًا للعباس -رضي الله عنه - ,فأمهما: نُتيلة بنت جناب بن كلب.
قال ابن سيد الناس رحمه الله:
مات أيام أوحى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسلم، وكان من أبهى فتيان قريش جمالاً، وأكثرهم سخاءً (2).
9 - قُثم: وكان شقيقًا للعباس -أيضًا، وقيل: أمُّه: صفية بنت جُندب بن جُحير، وقد هلك قُثم صغيرًا.
10 - المغيرة: ولقبه: حَجَل، وهو شقيق حمزة -رضي الله عنه -.
11 - الغيداق: واسمه مصعب، وقيل: نوفل، وكان أكثر قريش مالاً،
(1) "عيون الأثر" 2/ 387.
(2) السابق.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664
* * *
وكان جوادًا (1).
وقد ذكر ابن القيم -عليه رحمة الله- من أعمامه - صلى الله عليه وسلم - الحارث، وقال: هو أسنَّ أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا ذكره ابن عبد البر، وقال: أُمُّه صفية بنت جنيدب، وقيل: سمراء بنت جنيدب، وقال بعضهم: الحارث والمقوِّم واحداً (2).
ولم يُسلم من أعمامه -عليه الصلاة والسلام - إلا حمزة والعباس على الصحيح (3).
2 - وعمَّاته ست, وهنَّ: صفية، وعاتكة، وبَرَّة، وأروى, وأميمة, وأم حكيم البيضاء أسلم منهنَّ: صفية، واختُلف في إسلام عاتكة وأروى.
الشرح:
1 - صفية: أم الزبير بن العوام -رضي الله عنهما -، شقيقة أسد الله حمزة، أمهما هالة بنت وهب، خالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعاشت -رضي الله عنها - إلى خلافة أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه - (4).
2 - عاتكة: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ.
ذكرها ابن عبد البر (5)، وقال:
اختلف في إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. اهـ.
3 - برَّة: أمها: فاطمة بنت عمرو أيضًا، وهي أم أبي سَلَمة عبد الله بن
(1) "زاد المعاد" 1/ 102، "عيون الأثر" 2/ 387.
(2) "زاد المعاد" 1/ 102، "الاستيعاب" (203).
(3) "عيون الأثر" 2/ 304.
(4) "الاستيعاب" (900)، "الإصابة" 4/ 2560.
(5) "الاستيعاب" (905).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665
* * *
عبد الأسد المخزومي، الصحابي المشهور -رضي الله عنه -.
4 - أروى: ذكرها ابن عبد البر في "الصحابة"، وقال: ذكرها العقيلي في "الصحابة"، وذكر أيضًا عاتكة، وهما مختلف في إسلامهما، فأما محمَّد بن إسحاق ومن قال بقوله، فذكر أنه لم يُسلم من عمات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا صفية، وقال ابن سعد: أسلمت، وهاجرت إلى المدينة (1).
5 - أميمة: أمها: فاطمة بنت عمرو، وكانت عند جحش بن رئاب، فولدت له عبد الله بن المجدَّع، المقتول يوم أحد شهيدًا (2).
6 - أم حكيم البيضاء: شقيقة عبد الله والد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأمها: فاطمة بنت عمرو، وهي أم أروى والدة عثمان بن عفان -رضي الله عنه - (3).
(1) "الاستيعاب" (856)، "الإصابة" 4/ 2413.
(2) "عيون الأثر" 2/ 388.
(3) السابق.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق