...............................................................................................................

الاثنين، 7 مايو 2018

2.الاغصان



النوايا التي ينويها المسلم عند دراسة السيرة
1 - ينوي التقرب إلى الله بدراسة هذا العلم الشرعي.
2 - ينوي معرفة أحوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليقتدي به.
3 - ينوي معرفة مواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليزداد له حبًا.
4 - ينوي معرفة معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليزداد إيمانًا.
5 - ينوي الاطلاع على مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - في البلاء ليزداد ثباتًا.
6 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كداعية إلى الله.
7 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في معاملة المسلمين.
8 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كزوج في بيته.
9 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في عبادة ربه.
10 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة الغنى.
11 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة الفقر.
12 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة الصحة.
13 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة المرض.
14 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطهارة والصلاة للاقتداء به.
15 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة والعيدين للاقتداء به.
16 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف والاستسقاء للاقتداء به.
17 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنائز والدفن للاقتداء به.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13
* * *
18 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء وصلاة الخوف للاقتداء به.
19 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصيام والزكاة للاقتداء به.
20 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحج والعمرة للاقتداء به.
21 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الهدايا والأضاحي للاقتداء به.
22 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النكاح والطلاق للاقتداء به.
23 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطعام والشراب للاقتداء به.
24 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في البيع والشراء للاقتداء به.
25 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإجارة والمسابقة للاقتداء به.
26 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في العارية والوديعة للاقتداء به.
27 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في اللقطة والهبة للاقتداء به.
28 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في القصاص والديات للاقتداء به.
29 - ينوي معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأيمان والشهادات للاقتداء به.
30 - ينوي الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في معاملة المعاندين والمنافقين.
31 - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في مواقفهم البطولية.
32 - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في سرعة استجابتهم لأوامر الله تعالى.
33 - ينوي الاقتداء بالصحابة الكرام في سرعة استجابتهم لأوامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
34 - ينوي معرفة وقائع السيرة وما فيها من عبر وعظات.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14
* * *
35 - ينوي معرفة حوادث السيرة وما يستنبط منها من أحكام فقهية.
36 - ينوي معرفة المتقدم والمتأخر، والناسخ والمنسوخ من الأحكام.
37 - ينوي الاطلاع على مناسبات الآيات التي نزلت في الغزوات ووقائع السيرة الأخرى.
38 - ينوي الاطلاع على أحوال السابقين الأولين في حالة الاستضعاف للاقتداء بهم إذا حدث له ما يشابه ذلك.
39 - ينوي الاطلاع على أحوال المجتمع الإِسلامي الأول من الإخاء والوفاء، والإيثار والتعاون، وصفاء القلوب ... ليقتدي بهم في ذلك.
40 - ينوي الاطلاع على مواقف الصحابة الكرام في الغزوات والسرايا من الصبر والتحمل، والتضحية والفداء لهذا الدين ليقتدي بهم في ذلك.
41 - تنوي أن تزداد بهذا العلم لله خشية، لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
42 - تنوي أن تزداد بهذا العلم عند الله رفعة لقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
43 - تنوي أن تحمل هذا العلم للناس، وتدعوهم للعمل بما فيه، لما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (1).
44 - تنوي أن تتخذ هذا العلم وسيلة لتعليم الناس الخير، فتنال بذلك ثناء الله واستغفار الملائكة، وكذلك استغفار الكائنات، فقد روى الترمذي وحسنه
(1) صحيح: أخرجه مسلم (2674).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15
* * *
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُم". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ" (1).
45 - تنوي أن تتخذ السيرة وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتكون من المفلحين، قَالَ تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)} [آل عمران: 104].
46 - تنوي أن تتعاون مع إخوانك المسلمين في نقل السيرة إلى واقع عملي في الحياة.
47 - تنوي أن تزداد حبًا للصحابة فتحشر في زمرتهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" (2).
48 - تنوي أن تتقن السيرة لترد على المشككين في رسالة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -.
49 - تنوي أن تُعلّم السيرة لزوجتك وأولادك، فيزدادون لله قربًا، وبالنبي - صلى الله عليه وسلم - اقتداء، وللصحابة حبًا.
50 - تنوي أن تعيش بروحك ووجدانك مع الرعيل الأول: "فإنهم القوم لايشقى بهم جليسهم" (3).
(1) حسن: أخرجه الترمذي (2685) وقال: حسن غريب صحيح.
(2) صحيح: أخرجه البخاري ومسلم.
(3) حبذا لو تقرأ هذه النوايا قبل أن تبدأ في حفظ كل درس لتجدد النية، وربما يفيض الله عليك بنيات أخرى، فيكثر ثوابُك، ويعظم أجرُك: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى".
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16
* * *
من المولد
إلى البعث
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17
* * *
من المولد إلى المبعث
1 - نبينا - صلى الله عليه وسلم - هو ابو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدٍّ بن عدنان.
الشرح:
قوله: أبو القاسم: هذه كنيته - صلى الله عليه وسلم -.
روى الحاكم في "مستدركه" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم" (1).
والقاسم أكبر أبنائه- وقيل غير ذلك-.
قال ابن القيم:
مات طفلا، وقيل: عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة. اهـ (2).
قوله محمد: وهذا اسمه - صلى الله عليه وسلم -.
ومن أسمائه أيضًا أحمد:
قال تعالى حاكيًا عن عيسى بن مريم: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].
(1) صحيح: أخرجه الترمذي (2850)، وأحمد 2/ 433، وابن سعد 1/ 106، وأخرجه الحاكم (4243) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1447)، "الصحيحة" (1628).
(2) "زاد المعاد" 1/ 100، ط. الرسالة.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19
* * *
وكذلك من أسمائه:
الماحي، والحاشر، والعاقب.
عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَنَا محَمَّدٌ، وَأنا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو الله بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عقبى، وَأَنَا الْعَاقِبُ" (1).
ومن أسمائه أيضًا - صلى الله عليه وسلم -:
المقفي (2)، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة.
عَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ: "أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ" (3).
ومن أسمائه: المتوكل.
عَنْ عبد الله بن عَمْرِو بن الْعَاصِ - رضي الله عنهما - أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي في الْقُرْاَنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)} [الأحزاب: 45]. قَالَ في التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عبدي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (3532) كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسمائه - صلى الله عليه وسلم -، ومسلم (2354) كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه - صلى الله عليه وسلم -.
(2) قال النووي: فقال شمر: هو بمعنى العاقب، وقال ابن الأعرابي: هو المتبع للأنبياء، يقال قفوته أقفوه إذا اتبعته. وقافية كل شيء آخره. اهـ. "شرح مسلم".
(3) صحيح: أخرجه مسلم (2355)، وزاد الطبراني في "الأوسط" (2716)، ونبي الملحمة، وصحح الألباني هذه الزيادة "صححِح الجامع" (1473). ومعنى نبي الملحمة أي: نبي الحرب وسمي بذلك لحرصه على الجهاد.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20
* * *
غُلْفًا (1).
قال ابن القيم:
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
هذا وقد ذُكر للنبي-صلى الله عليه وسلم- أسماء كثيرة حتى أوصلها بعضهم إلى ألف اسم، أعرضنا عنها لضعف أدلتها وعدم ثبوتها.
قوله: ابن عبد الله بن عبد المطلب ... إلخ:
هذا القدر إلى عدنان هو المتفق عليه.
قال ابن القيم بعد ذكر نسبه - صلى الله عليه وسلم - إلى عدنان:
إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة. اهـ (2).
ووقع الخلاف فيما بين عدنان إلى إسماعيل، ثم فيما بين إسماعيل إلى آدم -عليهما السلام.
قال ابن القيم:
وما فوق عدنان مختلف فيه. اهـ (3).
وقال ابن سعد:
الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل. اهـ (4).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (4838) كتاب: "التفسير" تفسير سورة الفتح، باب: إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وأحمد 2/ 174.
(2) "زاد المعاد" 1/ 70.
(3) "زاد المعاد" 1/ 70.
(4) "الطبقات" 1/ 58.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21
* * *
وقال البغوي في "شرح السنة":
ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان. اهـ (1).
فالذي عليه أهل التحقيق أن ما فوق عدنان ضعيف لا يثبت، والثابت فقط أنه - صلى الله عليه وسلم - من نسل إسماعيل -عليه السلام- لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله اصطَفَى كِنانةَ مِنْ وَلَدِ إِسْماعِيلَ، واصطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنانَةَ، واصطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بني هاشِمٍ، واصطَفانِي مِنْ بني هاشِمٍ" (2).
فضعف ما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى إسماعيل-عليه السلام- لا يعني ضعف نسبه إليه، بل هو صحيح ثابت كما دلّ عليه الحديث.
فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عن واثلة بن الْأَسْقَعِ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ الله اصطَفَى كِنانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْماعِيلَ، واصطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنانَةَ، واصطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بني هاشِمٍ، واصطَفانِي مِنْ بني هاشِمٍ" (3).
وقد أقر أبو سفيان وهو لم يزل على الكفر بفضل نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سأله هرقل عن نسبه - صلى الله عليه وسلم - فقال: هو فينا ذو نسب (4).
2 - ولد - صلى الله عليه وسلم - يتيمًا يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل.
الشرح:
ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيمًا فقد توفي أبوه وهو حمل - صلى الله عليه وسلم - وهو الراجح.
(1) "شرح السنة " (13/ 193).
(2) صحيح: أخرجه مسلم (2276) كتاب: الفضائل، باب: فضل نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسليم الحجر عليه قبل النبوة.
(3) السابق.
(4) متفق عليه: أخرجه البخاري (2914) كتاب: الجهاد والسير، باب: دعاء النبي الناس للإسلام، ومسلم (6982).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22
* * *
قال ابن القيم:
واختُلِف في وفاة أبيه عبد الله، هل توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل، أو تُوفي بعد ولادته؟ على قولين: أصحهما: أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَمْلٌ (1).
وقال ابن سعد بعد ما ذكر أقوالًا كثيرة في تاريخ وفاة عبد الله:
والأول أثبت أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل. اهـ (2).
وقيل توفي عبد الله وهو في الخامسة والعشرين من عمره.
قوله: يوم الاثنين:
روي الإمام مسلم عَنْ أبي قَتادَةَ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قالَ: "ذَلكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ" (3).
قوله: لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول:
قال الشيخ الألباني:
وأما تاريخ يوم الولادة، فقد ذُكر فيه وفي شهره أقوال ذكرها ابن كثير في الأصل، وكلها معلقة بدون أسانيد يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث؛ إلا قول من قال: إنه في الثامن من ربيع الأوّل فإنه رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن محمَّد بن جبير بن مطعم، وهو تابعي جليل، ولعله لذلك صحح هذا القول أصحاب التاريخ واعتمدوه، وقطع به الحافظ
(1) "زاد المعاد" 1/ 75.
(2) "الطبقات الكبرى" 1/ 100.
(3) صحيح: أخرجه مسلم (1162) كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة، وعاشوراء، والاثنين، والخميس.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23
* * *
الكبير محمَّد ابن موسى الخوارزمي، ورجحه أبو الخطاب ابن دحية والجمهور على أنه في الثاني عشر منه. والله أعلم. اهـ (1).
قوله: من عام الفيل:
روى الحاكم في "مستدركه" عن ابن عباس، - رضي الله عنه - قال: (ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في عام الفيل) (2).
وسمي بعام الفيل لوقوع حادثة الفيل المشهورة فيه، والتي قاد فيها أبرهة الأشرم ابن الصباح الحبشي، نائب النجاشي على اليمن، بفيله العظيم جيشه العرمرم لهدم الكعبة المشرفة بيت الله الحرام. ولكن هيهات هيهات، فما قوة أبرهة بفيله العظيم وجيشه العرمرم الكبير بجوار قوة العلي القدير، إلا كقشة ضعيفة تتقاذفها أمواج عظيمة، بل هي أضعف.
فالله تعالى هو الذي خلقهم وهو الذي أعطاهم هذه القوة فهم لا يعجزونه. فما أن وصل أبرهة إلى وادي محسِّر بين مزدلفة ومني حتى برك الفيل وعجز عن الحركة إلا لوجهة أخرى غير وجهة الكعبة، وهنالك أرسل عليهم رب البيت طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول.
وحكى الله تعالى ما نزل بهم من عذاب في كتابه العزيز فقال: {أَلَمْ تَرَ
(1) "صحيح السيرة النبوية" (13).
(2) صحيح: أخرجه الترمذي (3619) كتاب: المناقب، باب: ما جاء في ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قيس بن مخرمة والحاكم فيى "المستدرك" (4180) كتاب: تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 101 وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3152).
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24
* * *
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} [الفيل: 1 - 5].
وقال نُفيل بن حبيب حين نزل بهم العذاب:
أين المفر والإله الطالب ... والأشرم المغلوب غير الغالب
وقد ذكر القصة كاملة الإمام الطبري في تفسير سورة الفيل.
3 - يقول - صلى الله عليه وسلم - "أنا دَعوةُ إبراهيمَ، وبشرىَ عيسَى، رأت أمِّي حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام" (1).
الشرح:
قوله: أنا دعوة إبراهيم:
حيث دعا إبراهيم -عليه السلام- ربه بأن يبعث في العرب رسولًا منهم فقال: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)} [البقرة: 129].
قوله: وبشرى عيسى:
وبشر به عيسى بن مريم -عليه السلام- فقال: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي} [الصف: 6].
(1) صحيح: أخرجه أحمد 5/ 262، والحاكم (4230)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" 1463 - 3451.
* * *
الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق